اقترب كثيرًا موعد إعلان الفائز بجائزة نوبل للأدب 2016. إعلان الفائز/ة بالجائزة يكتسب قيمة مضاعفة هذا العام، فبعيدًا عن قيمة ما تكتبه البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، آخر من توّج بالجائزة، فإنّ حالة من عدم الرضا سادت بعد إعلان النتيجة العام الماضي بسبب التغيير غير المسبوق في نوع الأدب المُحتفى به (تكتب أليكسييفيتش نوع الرواية غير الأدبية التي تروي أصوات ناجين من مآسٍ مختلفة، كانفجار مفاعل تشيرنوبل النووي في أوكرانيا سنة 1986).
ينقسم محبو الأدب، في هذا الوقت إلى قسمين: الأول يرغب في أن يتوّج كاتبه المفضل بالجائزة، والآخر يتمنّى فوز مبدع غير معروف كي يتسنّى ترجمته إلى لغته والتعرّف عليه.
هنا، ستجدون 11 مرشّحًا للجائزة، هم أكثر من تُتَداول أسمائهم في مواقع التكهّنات، وللعلم هذه المواقع لا صلة لها بلجنة الجائزة على الإطلاق، لكن كثيرًا ما تواجد الفائز في قوائمها. لذا هي مجرّد تكهّنات، قد لا تصيب بنسبة غير قليلة.
1- هاروكي موراكامي (اليابان)
يعرَّف الروائي الياباني، صاحب الستة والستين عامًا (1949)، على موقعه الإلكتروني: "في عام 1978 كان يجلس هاروكي موراكامي في مدرجات ملعب جينغو يشاهد مباراة في البيسبول بين فريقي ياكولت سوالوز وهيروشيما كارب، ذلك حين جاء دور الأمريكي ديف هيلتون ليمسك المضرب ويسدد. وطبقًا لقصّة مكررة، في اللحظة التي ضرب هيلتون ضربة مزدوجة، أدرك موراكامي فجأة أنّ بإمكانه كتابة رواية، في ذلك اليوم عاد موراكامي إلى بيته وشرع بالكتابة". ومنذ تلك المباراة، نشر موراكامي العديد من الروايات، تحصّل من خلالها على العديد من الجوائز، من أهمّها جائزة فرانز كافكا عن روايته "كافكا على الشاطئ"عام 2006. ترجم له العديد من الروايات إلى العربية، آخرها "ما بعد الظلام" (2013 – المركز الثقافي العربي)، والجزء الأول من روايته الأكبر حجمًا 1Q84.
2- أدونيس (سوريا)
يتواجد الشاعر السوري أدونيس (1930) سنويًا، وبلا انقطاع، في قوائم الترشيحات. يُقال أنّ أدونيس في عام 2011 كان قاب قوسين أو أدنى من نيل الجائزة، ويُستدلّ على ذلك بمنح الجائزة لشاعر هو السويدي توماس ترانسترومر، لكن الحظّ لم يحالفه آنذاك. يُعرف أدونيس كشاعر أساسًا، لكنّه كتب، وما يزال، أنواعًا أخرى، فعدا عن دواوينه الكثيرة، له عدد غير قليل من الدراسات في الشعر ومواضيع أخرى، مثل "الثابت والمتحول" (1973)، "الصوفية والسوريالية" (2005).
اعتدنا أن يدخل أدونيس قوائم الترشيحات ويخرج منها بخفي حنين، فهل يكون هذا العام مغايرًا؟
3- نغوغي واثيونغو (كينيا)
بروفيسور الأدب الإنجليزي والأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا. واثيونغو هو كاتب كيني، روائي بالدرجة الأولى، يكتب بالإنجليزية أساسًا، ويعمل الآن على الكتابة بلغة الغيكويو (لغة قبائل الكيكويو الكينيّة). عدا الرواية، فواثيونغو يكتب المسرح، القصة القصيرة، النقد، والمقالات. سبق وتواجد اسمه في قوائم الترشيحات للعامين الفائتين دون أن يحالفه الحظ. تُرجم له إلى العربية: حبّة قمح (رواية) (1983 – وزارة الثقافة، دمشق)، شيطان على الصليب (مسرحية) (1999 – اتحاد الكتاب العرب)، تويجات الدم (رواية) (1983 – دار ابن رشد).
4- فيليب روث (الولايات المتحدة)
يُعتبر فيليب روث (1933) الآن واحدًا من أكثر الكتّاب المكرّسين ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل ربما في العالم بأسره. كتبَ فيليب روث ما يتجاوز عن الثلاثين كتابًا في حياته، معظمها روايات، قبل أن يُعلن اعتزاله الكتابة عام 2012. لروث شهرة تتجاوز الكتابة، فثمانية من أعماله بين روايات وقصص تحولت إلى شاشة السينما. تُرجم ثلاثة أعمال لروث إلى العربية، هي: "الوصمة البشرية"و"الحيوان المحتضر"عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، و"سخط"عن منشورات الجمل.
فيليب روث ليس غريبًا عن القائمة، إذ بات علمًا بارزًا يظهر فيها كلّ عام، فهل يكون هذا العام الأخير الذي نراه فيه في قوائم الترشيحات؟
5- إسماعيل كاداريه (ألبانيا)
لعلّ إسماعيل كاداريه (1936) الاسم الألباني الوحيد الذي يُعرف على نطاق عالميّ.
يتردّد اسم الكاتب الألباني كلّ عام بين دوائر القرّاء المهتمين بالجائزة وقوائم الترشيحات، لكن ليس مثل هذا العام؛ إذ يبدو حضوره أكثف وأكثر قوة. بدأ إسماعيل كاداريه بكتابة الشعر، لكنه تحوّل عنه إلى الرواية واشتهر أكثر بها. يميل كاداريه في رواياته عادة إلى إعادة خلق الملاحم والأساطير الشعبية والفولوكلور، بكتابة قصصٍ حديثة زمنيًا. تُرجم لكاداريه عدد لا بأس به من الروايات إلى العربية، نذكر منها: "الوحش"، "الجسر"، "من أعاد دورونتين؟"– دار الآداب. "الحصار"– مشروع كلمة والدار العربية للعلوم ناشرون.
6- خافيير مارياس (إسبانيا)
خافيير مارياس (1951) روائي إسباني، مُترجم، وكاتب عمود في الصحف. بدأ خافيير مارياس الكتابة باكرًا، إذ نشر روايته الأولى "The Dominions of the wolf"وهو في السابعة عشر من عمره. ترجمَ خافيير مارياس إلى الإسبانية، العديد من الكتّاب المهمين، أمثال جون أبدايك، فلاديمير نابوكوف، روديارد كيبلينغ، وشيكسبير. تُرجم لمارياس ثلاث روايات إلى العربية، هي: "رواية أوكسفورد"– مؤسسة نوفل؛ وهي عن تجربته أستاذًا محاضرًا في الأدب الإسباني في جامعة أوكسفورد (في الأصل، عنوان الرواية "All Souls")، "وقت للعبث"– دار الحوار، "قلب ناصع البياض" - الهيئة المصرية العامة للكتاب.
7- جويس كارول أوتس (الولايات المتحدة)
صاحبة مقولة "حافظ على قلبك خفيفًا، مليئًا بالأمل. لكن توقّع الأسوأ"باتت أحد المقيمين الدائمين في قوائم الترشيحات السنوية. الروائية الأمريكية، صاحبة الثمانية والسبعين عامًا (1938)، تعدّ الكاتبة الأكثر كتابة ونشرًا في القائمة كاملة، إذ تجاوزت رواياتها الأربعين رواية، هذا غير كتبها في أجناسٍ أخرى كالقصص القصيرة، الشعر، والكتب غير الأدبية. نالت عددًا وافرًا من الجوائز. تُرجمَ لها إلى العربيّة "الشلّالات" (رواية) (2009 - الهيئة المصريّة العامّة للكتاب)، "الأنثى كنوع" (قصص) (2007 – الهيئة المصريّة العامّة للكتاب).
8- يون فوسِّه (النرويج)
"اليوم، يعدّ الكاتب النرويجي يون فوسِّه من الأسماء الرائدة في المسرح الحديث. بل هو أكثر من ذلك. هو يعدّ كونًا بحدّ ذاته، قارّة أخذت تتمدّد من غرب النرويج، أين يعيش هو الآن، لتعانق آسيا، أمريكا الجنوبيّة، شرق أوروبا، والعالم بأسره". كان هذا جزءًا من خطاب اللجنة المانحة لجائزة هنريك إبسن للأدب المسرحي للنرويجيّ يون فوسّه عام 2010. يرد ذكر فوسِّه اليوم، المولود عام 1959 ككاتبٍ مسرحيّ، على أنّ كتابته لم تقتصر على المسرح بل تعدّتها إلى الرواية التي ابتدأ بها حياته (أحمر، أسود) (1983)، والقصص القصيرة، الشعر، المقالات، وأدب الأطفال. صنّفته صحيفة الديلي تليغراف بأنّه من بين الكتّاب المئة الأكثر عبقرية على قيد الحياة (المرتبة 83). لغاية اللحظة لم تترجم أيٌ من أعماله إلى العربية.
9- جون بانفيل (إيرلندا)
"الكتابة الجيّدة هي الكتابة الجيدة. نقطة". هكذا يتحدّث الكاتب الإيرلندي جون بانفيل (1945) في معرض اعتراضهعلى كونه يملك موهبةً ما تجعله طليقًا وهو يكتب. لجون بانفيل 17 رواية، مجموعة قصصية وحيدة، 6 مسرحيات، وعدد من الكتب التي كتبها باسم آخر هو "بنجامين بلاك". حاز جون بانفيل على العديد من الجوائز، أهمّها جائزة المان بوكر عن روايته "البحر" (2005)، جائزة فرانز كافكا (2011)، وجائزة أمير أستورياس للأدب (2014).
فوز جون بانفيل بالجائزة قد يكون في مصلحة القارئ العربي، حتّى يتعرّف على الكاتب، إذ لم تترجم أعماله إلى العربية على الإطلاق.
10- أنتونيو لوبو أنتونيس (البرتغال)
أنتونيو لوبو أنتونيس (1942) هو روائي وطبيب أعصاب برتغالي بارز. قرّر أن يصير كاتبًا بالتوازي مع دراسته للطب تنفيذًا لرغبة والده. بعد انتهاء دراسته خدم أنتونيس في الجيش البرتغالي في حروبه الاستعمارية كطبيب في أنغولا. وانطبع ذلك تاليًا على أعماله، بالأخص "حرب التحرير الأنغوليّة". لأنتونيس ما يفوق العشرين رواية، عدا عن بضعة كتبٍ سيرية أخرى.
مثل جون بانفيل ويون فوسّه، فإن أنتونيو لوبو أنتونيس لم يترجم إلى العربية بعد، وفوزه قد يعد مكسبًا للقارئ العربيّ.
11- لاسلو كراسناهوركاي (هنغاريا)
بدأ ينتشر اسم الكاتب الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي بعد فوزه بجائزة المان بوكر العالميّة في عام 2015. وها هو الآن ينضمّ لأبرز الأسماء التي تتسابق على جائزة نوبل للأدب. يشتهر لاسلو كراسناهوركاي بأجوائه الديستوبيويّة والكئيبة، كما يلاحظ في روايته الأولى والأكثر شهرة "Satantango" (2005) التي حولها رفيقه المخرج الهنغاري بيلّا تار إلى فيلم سينمائي (1994) قوامه 7 ساعاتٍ ونصف الساعة. تُرجمت هذه الرواية إلى العربية عن دار التنوير (2016) تحت عنوان "تانغو الخراب".